البدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية

البدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية
د. سعيد سلام
استشاري في امراض القلب

إن أمراض القلب والأوعية تعتبر السبب الأول للوفيات في العالم المتحضر. حيث ان مرض نقص التروية القلبية عادة يكون السبب في 20% من الوفيات. الكثير من هذه الوفيات بالامكان  الوقاية منها لو تمكنا من التأثير على عوامل الخطورة التي تؤدي إلى نقص التروية القلبية, مع العلم أن التأثير على بعض العوامل  غير ممكن ولكن يمكن الحد من خطورتها.
من العوامل التي يمكن التأثير عليها :البدانة, التدخين, ارتفاع الضغط الشرياني, داء السكري, ارتفاع الكولسترول في الدم.
هناك إثباتات علمية أن البدانة (السمنة) تعتبر عامل خطورة مستقل يؤدي لظهور أمراض القلب والأوعية الدموية, كما تعتبر عاملا في ظهور عوامل خطورة أخرى كارتفاع الضغط الشرياني والداء السكري.
كما أن خطورة ظهور أمراض القلب تبدأ بالازدياد عند المستوى الأعلى الطبيعي لوزن الجسم, وتزداد الخطورة مع زيادة الوزن.
البدانة وارتفاع الضغط الشرياني
إن خطر ظهور مضاعفات نقص التروية القلبية لدى مرضى ارتفاع الضغط الشرياني مرتفع 2-3 مرات, الجلطة الدماغية (الفالج) 7 مرات, اكثر من الاشخاص الاصحاء.

تعتبر البدانة أكثر عامل خطورة يمكن التأثير عليه من عوامل ظهور مرض ارتفاع الضغط الشرياني (بالإضافة طبعا إلى التدخين وقلة الحركة والإكثار من تناول الملح).    
أظهرت الأبحاث أن احتمال الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني لدى الأشخاص المصابين بزيادة الوزن أكثر من 50% من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي و أكثر بمرتين من الأشخاص المنخفضة أوزانهم,  و هذه الأرقام تتضاعف لدى الشباب.        
البدانة و داء السكري
الداء السكري يعتبر أهم عامل من عوامل ظهور نقص التروية القلبية. وبدورها البدانة تعتبر عاملا هاما في ظهور داء السكري. وخطر ظهور داء السكري لدى النساء أكثر من 18 سنة اللواتي يزيد وزنهم عن الطبيعي 5-8 كغ أكثر بمرتين من النساء ذوات الوزن الطبيعي, و اللواتي يزيد وزنهم أكثر من 8 كغ - أكثر ب 3مرات. تخفيض الوزن 5 كغ يؤدي إلى انخفاض الخطورة بمرتين.
البدانة واضطرابات الدهون في الدم
من المعروف أن البدانة تترافق دائما مع اضطرا بات متعددة في الدهون في الدم مما يؤدي
إلى نقص التروية  القلبية, من هذه الاضطرابات:

ارتفاع الكولسترول, ارتفاع الشحوم الثلاثية, انخفاض الكولسترول الحميد و ارتفاع الكولسترول الضار
الأبحاث العلمية أظهرت أن خطر ارتفاع الكولسترول لدى الأشخاص بعمر 20 – 75 سنه  مع زيادة في الوزن أكثر ب 1.5 مرة من الأشخاص بنفس الفئة العمرية و دون وزن زائد.
البدانة و تأثيرها المباشر على القلب
من الممكن للبدانة أن تؤدي إلى تغيرات خطيرة في بناء و وظيفة العضلة القلبية.
حيث أن القلب يعمل على زيادة قدرته على ضخ الدم من أجل تلبية الحاجات المتزايدة للجسم, مما يؤدي إلى تضخم عضلة القلب و اعتلال استرخاء العضلة القلبية كما يؤدي في بعض الحالات إلى ظهور قصور في عضلة القلب.
أما إذا كانت البدانة تترافق مع ارتفاع ضغط الدم الشرياني فيظهر تغيرات إضافية, حيث تزداد ضخامة العضلة القلبية التي تعتبر عاملا هاما من عوامل خطورة الموت المفاجئ.
دور و مكان البدانة المركزية (الكرش)
العديد من الأبحاث كانت تركز سابقا على خطر الوزن الزائد على الصحة العامة و دوره في ظهور أمراض القلب, ولكن في الفترة الأخيرة ثبت أن الخطر يعتمد أيضا على توزع الدهون في الجسم.
لدى الرجال, كما النساء, خطر ظهور أمراض القلب و الشرايين يكون اكبر عندما تكون البدانة مركزية, أي عندما تتوضع الدهون في  منطقة البطن (الكرش) بالمقارنة مع توضعها في الأفخاذ و الإليتين.
النوع الأول من البدانة يسمى "بدانة رجالية", و النوع الثاني "بدانة نسائية".
النوع الأول من البدانة يسمى "بدانة رجالية" (نمط التفاحة), و النوع الثاني "بدانة نسائية" (نمط الاجاصه).
و عادة يتحول نمط البدانة (الاجاصه) لدى النساء بعد انقطاع الطمث الى النمط الثاني (التفاحه)!
و قد أظهرت الأبحاث أن البدانة المركزية و محيط الخصر تعتبر من المؤشرات الهامة و الأساسية لأمراض القلب و إحتشاء العضلة القلبية و الجلطة الدماغية, كما أن هذه المعطيات تعتبر من العوامل الأساسية المهيئة لظهور ارتفاع التوتر الشرياني و ارتفاع الشحوم الثلاثية و فرط إفراز الأنسولين.

محيط الخصر
اظهر الخبراء الهولنديون أن زيادة محيط الخصر عن 94 سم للرجال و 80 سم للنساء تؤدي إلى مضاعفة خطورة عوامل الخطورة القلبية, بينما زيادة محيط الخصر أكثر من 102 للرجال و 88 للنساء تؤدي إلى زيادة هذه الخطورة 4 مرات.

العلاج
إن العديد من الأطباء يعتقدون أن علاج البدانة غير مفيد و عمل غير محمود.
وعادة ما ينصح الطبيب المريض المصاب بالبدانة بإنقاص وزنه و لكن عادة لا أحد ينتظر من المريض تنفيذ هذه النصيحة.
من اجل اختيار العلاج المناسب يجب علينا معرفة ما هي البدانة؟
البدانة هي تراكم الدهون في الجسم. البدانة تظهر عندما يكون تناول الطاقة (مع الطعام) أكثر بكثير من صرفها (عن طريق الرياضة و الحركة)
وأفضل السبل لقياس البدانة هي مقارنة  وزن الشخص مع طول قامته باستخدام ما يعرف باسم مؤشر كتله الجسم: ناتج تقسيم الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر.
وفى تعريف منظمة الصحة العالمية للبدانة أن يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو يزيد عن ذلك ، حيث تظهر المشاكل الصحية الناتجة عن زيادة الوزن، وعندما يصل المؤشر إلى 35 فهذا دلالة على البدانة المرضية حيث تتضاعف مخاطر المضاعفات و الوفاة عند هذا الرقم، وهناك أسباب عدة تدفع المريض للتخلص من وزنه الزائد:
* أن يتمتع بصحة أفضل
* أن يبدو بمظهر أفضل
* أن تكون مشاعره أفضل
* أن يكون نشاطه أفضل
 إن إنقاص الوزن ولو بنسبة 5 - 10% سيحقق بالتأكيد تحسنا ملموسا فى الصحة، ويعتمد النجاح في انقاص الوزن والمحافظة عليه على الاهتمام بكافة جوانبه وهذا ما يستدعي تجنب المنتجات والبرامج التي تعد بنتائج سريعة وسهلة او تلك التي تعد بنتائج دائمه دون تغير دائم في اسلوب الحياة.
من أجل التخلص من الوزن الزائد يجب
1)                الإقلال من تناول الطاقة (الحريرات – الكالوريات مع الطعام)

2)                الإكثار من صرف الطاقة (زيادة النشاط الحركي)

ان أي برنامج يعد بإنقاص الوزن دون خفض عدد السعرات الحرارية التي يتناولها المريض او زيادة المجهود البدني الذى تبذله هو أمل كاذب، كما ان استخدام بعض من هذه المواد المساعدة على انقاص الوزن قد يكون غير آمن.
تحليل مكونات الطعام (الدهون – البروتينات – النشويات) يظهر لنا أن الدهون تحتوي على أغلب الحريرات في الطعام كما أن الدهون تؤثر بشكل ضئيل على الإحساس بالجوع.


مع كل1غ دهون يحصل الجسم على 9 حريرات,

مع كل 1غ بروتينات و نشويات يحصل على 4 حريرات